‏إظهار الرسائل ذات التسميات القرآن الكريم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات القرآن الكريم. إظهار كافة الرسائل

المقصود بالحواميم وما هو فضلها

What-is-meant-by-bathrooms-and-what-are-their-advantages
الحواميم

الحواميم هي السور القرآنية التي تبدأ بـ {حم} وعددها بالقرآن الكريم سبع سور هي: فصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، الجاثية، والأحقاف، وغافر وقد اشتركت هذه السور في مجموعة من الصفات والأهداف كما دلت الكثير من الأحاديث النبوية على فضلها فعنن أبي صفرة قال: حدثني من سمع رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: «إن بيتم الليلة فقولوا: حم، لا ينصرون»


الهدف الرئيسي من الحواميم:

ركزت هذه السور على انتقال أمر الدعوة إلى أمة محمد بعد ان كانت في بني إسرائيل مع التأكيد على عظم المسؤولية وما تحمله من واجبات ومحاذير والتعرض إلى ذلك من خلال بعض التوصيات التي جاءت في كل سورة منها والتي تركزت جميعها في ضرورة التخلي عن الكبر والتمسك بالجماعة والشورى بيننا حتى ننعم بالحياة الدنيا والآخرة وتصبح أمة محمد خلفاء الله في الأرض.

شاهد ايضا ماذا يقال في سجود الشكر ؟....شاهد الفيديو 

صفات الحواميم

1. جميع الحواميم سور مكية: نزلت على رسول الله صل الله عليه وسلم بمكة المكرمة.


2. الآية التالية لكلمة حم: في جميع السور تحدثت عن قيمة القرآن الكريم {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} [سورة الدخان: 2]، {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [سورة الأحقاف: 2]، {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [سورة الجاثية: 2].


3. ذكرت الحواميم أمر خطورة الفرقة وركزت على الدعوة إلى الوحدة: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [سورة الشورى: 10]، {وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} [سورة الزخرف: 63]


4. ذكرت الحواميم قصة نبي الله موسى ودعوته لبني إسرائيل: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ} [سورة فصلت: 45]، {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ} [سورة الأحقاف: 12].


5. ركزت الحواميم على ضرورة الصفح والغفران: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)} [سورة الزخرف: 89]، {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة الأحقاف: 35].

شاهد ايضا أماكن يمنع فيها الصلاة و العبادة....شاهد الفيديو

فضل الحواميم

– عن ابن عباس رضي الله عنه قال: إن لكل شيء لبابًا، ولباب القرآن ” آل حم” أو قال “الحواميم”

– قال بن مسعود رضي الله عنه: إذا وقعت في “آل حم” فقد وقعت في روضات أتأنق فيهن.

– عن ابن كدام أن رجلاً رأى أبا الدرداء رضي الله عنه يبني مسجدًا، فقال له: ما هذا؟ فقال: أبنيه من أجل “آل حم”

– عن أبي الأحوص عن عبيد الله قال: إن مثل القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلًا، فمر بأثر غيث فبينما هو يسير فيه ويتعجب منه، إذ هبط على روضات دمثات، فقال: عجبت من الغيث الأول، فهذا أعجب وأعجب فقيل له: إن مثل الغيث الأول مثل عظم القرآن وإن مثل هؤلاء الروضات الدمثات، مثل “آل حم” في القرآن.

– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «من قرأ اية الكرسي وأول حم المؤمن، عُصم ذلك اليوم من كل سوء».

شاهد بالفيديو المقصود بالحواميم وما هو فضلها

لمشاهدة فيديو عن 

الحواميم السبعة وفضل قراءتها

1. جميع الحواميم سور مكية: نزلت على رسول الله صل الله عليه وسلم بمكة المكرمة.

2. الآية التالية لكلمة حم: في جميع السور تحدثت عن قيمة القرآن الكريم {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} [سورة الدخان: 2]، {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [سورة الأحقاف: 2]، {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [سورة الجاثية: 2].

3. ذكرت الحواميم أمر خطورة الفرقة وركزت على الدعوة إلى الوحدة: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [سورة الشورى: 10]، {وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} [سورة الزخرف: 63]

4. ذكرت الحواميم قصة نبي الله موسى ودعوته لبني إسرائيل: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ} [سورة فصلت: 45]، {وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ} [سورة الأحقاف: 12].

5. ركزت الحواميم على ضرورة الصفح والغفران: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)} [سورة الزخرف: 89]، {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة الأحقاف: 35].

للمشاهدة مباشر اضغط على الصورة
الحواميم,سور الحواميم,فضل الحواميم السبع,ما هي الحواميم السبع,الحواميم السبعة,الحواميم السبعة بصوت الشيخ محمود علي البنا,آل حم: هي الحواميم السبعة،,تسهيل الحواميم,رؤية الله يوم القيامة,ما معنى اهدنا الصراط المستقيم,احكام الوضوء والتيمم,حكم صيام المرأة الحامل,احكام الطهارة والصلاة,احكام الوضوء والطهارة,صالح المغامسي,الكشف المنامي,الكشف بالمنام,عبادة كان يقوم بها رسول الله فما هي و ما ثوابها,كيفية التعاطل مع كلام الله,آل حاميم
للمشاهدة باليوتيوب اضغط على الزر اسفل.
الحواميم السبعة وفضل قراءتها
إذا لم يتم تنزيله تلقائيًا ، فيرجى النقر على إعادة التنزيل. وإذا كان الرابط معطلاً ، فيرجى الإبلاغ عبر صفحة نموذج الاتصال في هذه المدونة.

لقراءة الموضوع بشكل اوضح رجاء الضغط على الزر بالاسفل

اضغط هنا

تفسير ” وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك “

وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر . [ الأنفال: 30]

  {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [سورة الأنفال: 30]

سبب نزول الآية:

قال عطاء: سمعت عبيد بن عمير يقول: لما ائتمروا بالنبي صل اللّه عليه وسلم ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه، قال له عمه أبو طالب: هل تدري ما ائتمروا بك؟ قال: «يريدون أن يسجنوني أو يقتلوني أو يخرجوني»، قال: من أخبرك بهذا؟ قال: «ربي» قال: نعم الرب ربك استوص به خيراً، قال: «أنا أستوصي به؟ بل هو يستوصي بي»، قال فنزلت: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ}.

قال ابن كثير: ذكر أبي طالب في هذا غريب جداً بل منكر، لأن الآية مدنية واجتماع قريش وائتمارهم كان ليلة الهجرة وكان ذلك بعد موت أبي طالب بنحو ثلاث سنين والدليل على صحة ما قلنا:

 ما روى محمد بن إسحاق صاحب المغازي عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن نفراً من قريش من أشراف كل قبيلة اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة، فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل، فلما رأوه قالوا له من أنت؟ قال شيخ من أهل نجد سمعت أنكم اجتمعتم فأردت أن أحضركم، ولن يعدمكم رأيي ونصحي قالوا: أجل ادخل فدخل معهم، فقال: انظروا في شأن هذا الرجل، واللّه ليوشكن أن يواثبكم في أمركم بأمره، فقال قائل منهم: احبسوه في وثاق ثم تربصوا به ريب المنون حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء زهير والنابغة، قال: فصرخ عدو اللّه الشيخ النجدي فقال: واللّه ما هذا برأي، واللّه ليخرجنه ربه من محبسه إلى أصحابه، فليوشكن أن يثبوا عليه حتى يأخذوه من أيديكم فيمنعوه منكم، فما آمن عليكم أن يخرجوكم من بلادكم، قالوا: صدق الشيخ فانظروا في غير هذا.

 قال قائل منهم: أخرجوه من بين أظهركم فتستريحوا منه، فإنه إذا خرج لن يضركم ما صنع إذا غاب عنكم أذاه؛ فقال الشيخ النجدي: واللّه ما هذا لكم برأي ألم تروا حلاوة قوله، وطلاقة لسانه، وأخذ القلوب ما تسمع من حديثه؟ واللّه لئن فعلتم ثم استعرض العرب ليجتمعن عليه، ثم ليأتين إليكم حتى يخرجكم من بلادكم ويقتل أشرافكم، قالوا صدق واللّه، فانظروا رأياً غير هذا، فقال أبو جهل لعنه اللّه: واللّه لأشيرن عليكم برأي ما أراكم أبصرتموه بعد، لا أرى غيره، قالوا: وما هو؟ قال: تأخذون من كل قبيلة غلاماً شاباً وسيطاً نهداً، ثم يعطى كل غلام منهم سيفاً صارماً، ثم يضربونه ضربة رجل واحد، فإذا قتلوه تفرق دمه في القبائل كلها، فما أظن هذا الحي من بني هاشم يقوون على حرب قريش كلها، فإنهم إذا رأوا ذلك قبلوا العقل الدية واسترحنا وقطعنا عنا أذاه.

قال: فقال الشيخ النجدي: هذا واللّه الرأي، القول ما قال الفتى، ولا أرى غيره؛ قال: فتفرقوا على ذلك وهم مجمعون له، فأتى جبريل النبي صل اللّه عليه وسلم فأمره أن لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت فيه، وأخبره بمكر القوم، فلم يبت رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم في بيته تلك الليلة، وأذن اللّه له عند ذلك بالخروج، وأنزل اللّه عليه بعد قدومه المدينة الأنفال يذكر نعمه عليه وبلاءه عنده:{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال:30]، وأنزل في قولهم تربصوا به ريب المنون: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} [الطور:30].

تفسير الآية:

{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ}: قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: {لِيُثْبِتُوكَ} ليقيدوك؛ وقال عطاء وابن زيد: ليحبسوك، وقال السدي: الإثبات هو الحبس والوثاق، وهذا يشمل ما قاله هؤلاء وهؤلاء، وهو مجمع الأقوال، وهو الغالب من صنيع من أراد غيره بسوء، عن مجاهد قال ابن إسحاق: أتاه جبريل عليه السلام فأمره أن لا يبيت في مكانه الذي كان يبيت فيه، فدعا رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم علي بن أبي طالب فأمره أن يبيت على فراشه ويتسجى ببرد له أخضر، ففعل ثم خرج رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم على القوم، وهم على بابه، وخرج معه بحفنة من تراب فجعل يذروها على رؤوسهم، وأخذ اللّه بأبصارهم عن نبيه صل اللّه عليه وسلم وهو يقرأ: {يس وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ} إلى قوله {فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [يس: 1-9] .

وقد روى ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه عن ابن عباس قال: دخلت فاطمة على رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم وهي تبكي، قال: «ما يبكيك يا بنية؟» قالت: يا أبت ومالي لا أبكي وهؤلاء الملأ من قريش في الحِجْر يتعاهدون باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى لو قد رأوك لقاموا إليك فيقتلونك، وليس منهم إلا من قد عرف نصيبه من دمك، فقال: «يا بنية ائتني بوضوء»، فتوضأ رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم، ثم خرج إلى المسجد، فلما رأوه قالوا: ها هو ذا، فطأطأوا رؤوسهم، وسقطت رقابهم بين أيديهم، فلم يرفعوا أبصارهم، فتناول رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم قبضة من تراب فحصبهم بها، وقال: «شاهت الوجوه» فما أصاب رجلاً منهم حصاة من حصياته إلا قتل يوم بدر كافراً [قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ولا أعرف له علة].

وعن ابن عباس في قوله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ}. قال: تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النبي صل اللّه عليه وسلم، وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع اللّه نبيه صل اللّه عليه وسلم على ذلك فبات علي رضي اللّه عنه على فراش رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم، وخرج النبي صل اللّه عليه وسلم حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون علياً يحسبونه النبي صل اللّه عليه وسلم، فلما أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا علياً رد اللّه تعالى مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري، فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم، فصعدوا في الجبل، فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل ههنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال [رواه الإمام أحمد في المسند]، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}: قال عروة بن الزبير: أي فمكرت بهم بكيدي المتين حتى خلصتك منهم.

برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو

مجلة الأستاذة

للمشاهدة باليوتيوب اضغط على الزر اسفل.
إذا لم يتم تنزيله تلقائيًا ، فيرجى النقر على إعادة التنزيل. وإذا كان الرابط معطلاً ، فيرجى الإبلاغ عبر صفحة نموذج الاتصال في هذه المدونة.
شاهد مواضيع مميزة قد تهمك ايضا

لقراءة الموضوع بشكل اوضح رجاء الضغط على الزر بالاسفل

اضغط هنا

قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم . [ التوبة: 29]

سبب نزول الآية ” قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر “

 {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة:29]

سبب نزول الآية:

ورد في تفسير بن كثير أن هذه الآية الكريمة نزلت أول الأمر بقتال أهل الكتاب بعدما تمهدت أمور المشركين ودخل الناس في دين اللّه أفواجاً واستقامت جزيرة العرب، أمر اللّه ورسوله بقتال أهل الكتابين اليهود والنصارى، وكان ذلك في سنة تسع؛ ولهذا تجهز رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لقتال الروم ودعا الناس إلى ذلك وأظهره لهم، وبعث إلى أحياء العرب حول المدينة فندبهم، واجتمع من المقاتلة نحو ثلاثين ألفاً، وتخلف بعض الناس من أهل المدينة ومن حولها من المنافقين وغيرهم؛ وكان ذلك في عام جدب، ووقت قيظ وحر، وخرج رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم يريد الشام لقتال الروم فبلغ تبوك فنزل بها وأقام بها قريباً من عشرين يوماً، ثم استخار اللّه في الرجوع فرجع عامه ذلك لضيق الحال، وضعف الناس.

تفسير الآية:

{قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}: أمر الله تعالى نبيه بمقاتلة الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر لما كفروا بمحمد صل اللّه عليه وسلم لم يبق لهم إيمان صحيح بأحد من الرسل ولا بما جاءوا به، وإنما يتبعون آراءهم وأهواءهم وآباءهم فيما هم فيه، لا لأنه شرع اللّه ودينه، لأنهم لو كانوا مؤمنين بما بأيديهم إيماناً صحيحاً لقادهم ذلك إلى الإيمان بمحمد صل اللّه عليه وسلم، لأن جميع الأنبياء بشروا به وأمروا باتباعه، فلما كفروا به وهو أشرف الرسل علم أنهم ليسوا متمسكين بشرع الأنبياء الأقدمين لأنه من عند اللّه، بل لحظوظهم وأهوائهم، فلهذا لا ينفعهم إيمانهم ببقية الأنبياء، وقد كفروا بسيدهم وأفضلهم وخاتمهم وأكملهم، ولهذا قال: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ} الآية.

{حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ }: أي إن لم يسلموا {عَنْ يَدٍ}: أي عن قهر لهم وغلبة {وَهُمْ صَاغِرُونَ}: أي ذليلون حقيرون مهانون، فلهذا لا يجوز إعزاز أهل الذمة ولا رفعهم على المسلمين بل هم أذلاء صغرة أشقياء، كما جاء في صحيح مسلم: «لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه».

 ولهذا اشترط عليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه تلك الشروط المعروفة في إذلالهم وتصغيرهم وتحقيرهم، وذلك مما رواه الأئمة الحفاظ من رواية عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: كتبت لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه حين صالح نصارى من أهل الشام: (بسم اللّه الرحمن الرحيم. هذا كتاب لعبد اللّه عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا، إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا، وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديراً ولا كنسية ولا قلاية ولا صومعة راهب، ولا نجدد ما خرب منها، ولا نحيي منها ما كان خططاً للمسلمين، وأن لا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل ولا نهار.

وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل، وأن ننزل من مر بنا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم، ولا نؤوي في كنائسنا ولا منازلنا جاسوساً، ولا نكتم غشاً للمسلمين، ولا نعلم أولادنا القرآن، ولا نظهر شركاً، ولا ندعو إليه أحداً، ولا نمنع أحداً من ذوي قرابتنا الدخول في الإسلام إن أرادوه، وأن نوقر المسلمين، وأن نقوم لهم من مجالسنا إن أرادوا الجلوس، ولا نتشبه بهم في شيء من ملابسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر، ولا نتكلم بكلامهم، ولا نكتني بكناهم، ولا نركب السروج، ولا نتقلد السيوف، ولا نتخذ شيئاً من السلاح، ولا نحمله معنا، ولا ننقش خواتيمنا بالعربية، ولا نبيع الخمور.

وأن نجز مقاديم رؤوسنا، وأن نلزم حيثما كنا، وأن نشد الزنانير على أوساطنا، وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا، وأن لا نظهر صلبنا ولا كتبنا في شيء من طريق المسلمين ولا أسواقهم، ولا نضرب نواقيسنا في كنائسنا إلا ضرباً خفيفاً، وأن لا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شيء من حضرة المسلمين، ولا نحرج شعانين ولا بعوثاً، ولا نرفع أصواتنا مع موتانا، ولا نظهر النيران معهم في شيء من طرق المسلمين، ولا أسواقهم، ولا نجاورهم بموتانا، ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين، وأن نرشد المسلمين ولا نطلع عليهم في منازلهم، قال: فلما أتيت عمر بالكتاب زاد فيه ولا نضرب أحداً من المسلمين شرطنا لكم ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا، وقبلنا عليه الأمان، فإن نحن خالفنا في شيء مما شرطناه لكم ووظفنا على أنفسنا، فلا ذمة لنا، وقد حل لكم منا ما يحل من أهل المعاندة والشقاق)

برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو

مجلة الأستاذة

للمشاهدة باليوتيوب اضغط على الزر اسفل.
إذا لم يتم تنزيله تلقائيًا ، فيرجى النقر على إعادة التنزيل. وإذا كان الرابط معطلاً ، فيرجى الإبلاغ عبر صفحة نموذج الاتصال في هذه المدونة.
شاهد مواضيع مميزة قد تهمك ايضا

لقراءة الموضوع بشكل اوضح رجاء الضغط على الزر بالاسفل

اضغط هنا

إن الذين - والذين - الذين ( آمنوا وهاجروا وجاهدوا ) : ثلاث مرات في القرآن / مرتان ( آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله )

إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا . [ الأنفال: 72]

 {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سورة الأنفال: 72].

فضل الآية:

ذكر الله تعالى أصناف المؤمنين، وقسمهم إلى مهاجرين خرجوا من ديارهم وأموالهم، وجاءوا لنصر اللّه ورسوله وإقامة دينه، وبذلوا أموالهم وأنفسهم في ذلك، وإلى أنصار وهم المسلمون من أهل المدينة إذ ذاك آووا إخوانهم المهاجرين في منازلهم وواسوهم في أموالهم، ونصروا اللّه ورسوله بالقتال معهم فهؤلاء بعضهم أولياء بعض أي كل منهم أحق بالآخر من كل أحد، ولهذا آخى رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، كل اثنين أخوان، فكانوا يتوارثون بذلك إرثاً مقدماً على القرابة، حتى نسخ اللّه تعالى ذلك بالمواريث، ثبت ذلك في صحيح البخاري عن ابن عباس، وقال رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم: «المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض، والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض إلى يوم القيامة» [أخرجه أحمد عن جرير بن عبد اللّه البجلي ورواه الحافظ أبو يعلى عن ابن مسعود موقوفاً].

تفسير الآية:

{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}:  ذكر الله تعالى أصناف المؤمنين، وقسمهم إلى مهاجرين وإلى أنصار وهم المسلمون من أهل المدينة وقد أثنى اللّه ورسوله على المهاجرين والأنصار في غير ما آية في كتابه فقال: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة:100] وقال: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} [التوبة:117]،

وقال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} [الحشر:8-9] وأحسن ما قيل في قوله: {وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا} [الحشر:9]: أي لا يحسدونهم على فضل ما أعطاهم اللّه على هجرتهم فإن ظاهر الآيات تقديم المهاجرين على الأنصار، وهذا أمر مجمع عليه العلماء لا يختلفون في ذلك؛ ولهذا فالإمام البزار عن سعيد بن المسيب عن حذيفة قال: خيّرني رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم بين الهجرة والنصرة فاخترت الهجرة.

{وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا}: هذا هو الصنف الثالث من المؤمنين وهم الذين آمنوا ولم يهاجروا بل أقاموا في بواديهم، فهؤلاء ليس لهم في المغانم نصيب ولا في خمسها إلا ما حضروا فيه القتال، كما روي عن يزيد بن الخصيب الأسلمي رضي اللّه عنه قال: كان رسول اللّه إذا بعث أميراً على سرية أو جيش أوصاه في خاصة بتقوى اللّه وبمن معه من المسلمين خيراً، وقال: «اغزوا باسم اللّه في سبيل اللّه، قاتلوا من كفر باللّه، إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال فأيتهن ما أجابوك إليها فاقبل منهم، وكف عنهم، ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأعلمهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين وأن عليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم اللّه الذي يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية، فإن أجابوا فاقبل منهم وكف عنهم، فإن أبوا فاستعن باللّه وقاتلهم» [أخرجه مسلم وعنده زيادات أخرى ورواه أحمد واللفظ له]

{وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}: يقول تعالى: وإن استنصركم هؤلاء الأعراب الذين لم يهاجروا في قتال ديني على عدو لهم فانصروهم، فإنه واجب عليكم نصرهم لأنهم إخوانكم في الدين إلا أن يستنصروكم على قوم من الكفار بينكم وبينهم ميثاق أي مهادنة إلى مدة، فلا تخفروا ذمتكم ولا تنقضوا أيمانكم مع الذين عاهدتم وهو ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه.

برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو

مجلة الأستاذة

للمشاهدة باليوتيوب اضغط على الزر اسفل.
إذا لم يتم تنزيله تلقائيًا ، فيرجى النقر على إعادة التنزيل. وإذا كان الرابط معطلاً ، فيرجى الإبلاغ عبر صفحة نموذج الاتصال في هذه المدونة.
شاهد مواضيع مميزة قد تهمك ايضا

لقراءة الموضوع بشكل اوضح رجاء الضغط على الزر بالاسفل

اضغط هنا

تفسير ” يا أيها الذين أمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم “

تفسير ” يا أيها الذين أمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم “

 قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} [سورة الصف: 14]

تفسير الآيات:

يقول الله تعالى آمرًا عباده المؤمنين أن يكونوا أنصار الله في جميع أحوالهم وذلك بأقوالهم وأفعالهم وأنفسهم وأموالهم وأن يستجيبوا لله ولرسوله وذلك كما استجاب الحواريون ل عيسى بن مريم حين قال لهم: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}: أي من معيني في الدعوة إلى الله عز وجل؟ ِ {قَالَ الْحَوَارِيُّونَ} وهم أتباع عيسى عليه السلام {نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ}: أي نحن أنصارك على ما أرسلت به وموازروك على ذلك، ولهذا بعثهم دعاة إلى الناس في لاد الشام في الإسرائيليين واليونانيين، وهكذا كان يقول رسول الله صل الله عليه وسلم في أيام الحج: «من رجل يؤويني حتى أبلغ رسالة ربي فإن قريشًا قد منعوني أن أبلغ رسالة ربي» حتى قيد الله عز وجل له الأوس والخزرج من أهل المدينة فبايعوه وآزروه وشارطوه أن يمنعوه من الأسود والأحمر إن هو هاجر إليهم، فلما هاجر إليهم بمن معه من أصحابه وفوا له بما عاهدوا الله عليه ولهذا سماهم الله ورسوله الله صل الله عليه وسلم: الأنصار وصار ذلك علمًا عليهم رضي الله عنهم وأرضاهم.

{فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ}: أي لما بلغ عيسى بن مريم عليه السلام رسالة ربه إلى قومه ووازره من وازره من الحواريين اهتدت طائفة من بني إسرائيل ما جاءهم به وجحدوا نبوته ورموه وأمه بالعظائم وهم اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة وغلت فيه طائفة ممن تبعه حتى رفعوه فوق ما أعطاه الله من النبوة وافترقوا فرقًا وشيعا، فمنهم من قال: أنه ابن الله والعياذ بالله، ومنهم من قال: أنه ثالث ثلاثة وهم الأب والإبن والروح القدس ومنهم من قال: أنه الله.

{فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ}: أي نصرناهم على من عاداهم من فرق النصارى، {فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}: أي عليهم وذلك ببعثة محمد صل الله علي وسلم.

ما ورد عن رسول الله في تفسير الآية:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أراد الله عز وجل أن يرفع عيسى إلى السماء خرج إلى أصحابه وهم في بيت اثنا عشر رجلًا، من عين في البيت ورأسه يقطر ماء فقال: إن منكم من يكفر بي اثنتا عشرة مرة بعد أن آمن بي قال: ثم قال: أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي؟ قال: فقام شاب من أحدثه سنًا فقال: أنا قال: فقال: أجلس ثم عاد عليهم، فقام الشاب فقال: أنا، فقال: «نعم أنت ذاك» قال: فألقى عليه شبه عيسى ورفع عيسة من روزنة في البيت إلى السماء ، قال: وجاء الطلب من اليهود، فأخذوا شبهه فقتلوه، وكفر به بعضهم بعد أن آمن به.

فى حالة عدم فتح الفيديو مباشر ادخل من هنا

برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو

مجلة الأستاذة

لقراءة الموضوع بشكل اوضح رجاء الضغط على الزر بالاسفل

اضغط هنا

متكئين على فرش بطائنها من إستبرق وجنى الجنتين دان . [ الرحمن: 54]

تفسير قول الله تعالى وجنى الجنتين دان

 يقول الله تعالى في الآية الرابعة و الخمسين من سورة الرحمن: “مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ۚ وَ جَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ”، و سوف نعرض تفسير قول الله تعالى وجنى الجنتين دان كما فسره كل من ابن كثير و السعدي و ابن جرير الطبري.

تفسير كلمة جنتين في آية و جنى الجنتين دان

يقول ابن عباس أن في هذه الآية يجني اهل الجنة ثمر الجنة  قائمين و قاعدين و مضطجعين، لا يرد أيديهم بعد و لا شوك، أي أنه ثر بلا شوك يؤذيهم و ليس بعيدا عنهم فيضنيهم،  و قيل أنهم جنتين فقط لكل المؤمنين و قيل انهم جنان كثيرة، حيث أن كل فرد من أهل الجنة له جنتان ، و الأصح أنها جنان كثيرة ، وإن كان الجنتان أريد بهما حقيقة التثنية ، و قيل ان الجنتين تعني أن كلك من الانس و الجن جنة واحدة، و قيل ايضا أنه يمكن أن تعني كلمة جنتين أنه لكل فرد متاعين داخل الجنة فيهما هذه النعم.

تفسير السعدي لآية و جنى الجنتين دان

يقول السعدي في تفسير آية وجنى الجنتين دان أن الجني هو الثمر المستوي أي الثمر الناضج الجاهز للأكل، و جنى أي قطف، و دان تعني قريب، و يقول السعدي ان مجمل تفسير قول الله تعالى و جنى الجنتين دان أن ثمار شجر الجنة تكون ناضجة بغير زيادة و لا نقصان و جاهزة لقطفها، و يستطيع أن يقطفها اهل الجنة من اي موضع هم فيه، سواء كانوا جالسين أو نائمين أو واقفين، فثمار الجنة قريبة منهم، و في النصف الأول من الآية وصفهم الله عز و جل بأنهم متكئين على فرش في الجنة، فالثمار إذن تصل إليهم و هم متكئين، فلا يتكلفون عناء القطف، و هذه من أنعم الله عليهم و من نعيم الجنة أيضا.

تفسير ابن كثير لآية و جنى الجنتين دان

يفسر ابن كثير قول الله تعالى في سورة الرحمن: “وجنى الجنتين دان” حيث بربطه بقول الله عز و جل في الآية الثالثة و العشرين من سورة الحاقة: “قطوفها دانية”، فثمر الجنة قريب لمن شاء أن يأكل منه، أي أن ثمرهما قريب إلى أهل الجنة، و متى شاءوا تناولوا منه قدر ما يشاؤون، و على أي صفة كانوا فيها، و ذكر ايضا قول الله عز و جل في الىية الرابعة عشر من سورة الإنسان: “و دانية عليهم ظلالها و ذللت قطوفها تذليلا” أي لا تمتنع ممن تناولها من أهل الجنة بل تنحط إليهم من أغصانها ليسهل عليهم قطفها.

تفسير الطبري لآية و جنى الجنتين دان

في تأويل قول الله تعالى: “مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَ جَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ”، يذكر الطبري قول الله تعالى ذكره: “وَ لِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ”، أي أن الذين يخافون الله و يخشونه لهم جزاؤهم جنتين يتنعمون فيهما، و لذلك قال تعال: وَ جَنَى الْجَنَّتَيْنِ، و لم يقل جنة واحدة، و هم في هاتين الحنتين متكئين أي مسنودين عل فرش، و بطائن هذه الفرش من الاستبرق أي غليظ الديباج، و هم على وضعيتهم هذه متكئين تأتيهم ثمار الجنة في أغصانها لكي يقطفوها طازجة من الشجر، فهم إن يتنعمون بثمر الجنتين الذي يجتني قريب منهم، لأنهم لا يتعبون بصعود نخل الجنة و شجرها، لاجتناء ثمرها، ولكنهم يجتنونها من قعود بغير عناء، و قد روي عن نبي الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: ” وَ الَّذي نَفسِي بيَدِهِ، لا يَقْطَعُ رَجُلٌ ثَمَرة مِنَ الجَنَّةِ، فَتَصِلُ إلى فِيهِ حتى يُبَدّلَ الله مَكانَها خَيْرا منْها”، و معنى ذلك ان ثمر الجنة متجدد و لا يكاد المؤمن يأكل المرة في فمه حتى تثمر الشجرة ثمرة غيرها مكانها، فلا ينقطع عن أهل الجنة خير الجنة أبدا.

فى حالة عدم فتح الفيديو مباشر ادخل من هنا

برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو

مجلة الأستاذة

لقراءة الموضوع بشكل اوضح رجاء الضغط على الزر بالاسفل

اضغط هنا

لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته... - فى واحة القرآن والسنة

لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته... - فى واحة القرآن والسنة | شمس على

 {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر:21]، يقول الله تعالى معظمًا لأمر القرآن ومبينًا علو قدره، وأنه ينبغي أن تخشع له القلوب وتتصدع عند سماعه لما فيه من الوعد والوعيد الأكيد، وذكر للجنة والنار ما يحصل به الرجاء في طلب الرحمة والعفو من الله عز وجل أملًا في دخول الجنة وهربًا من النار.

تفسير الآية:

يبين لنا رب العزة تبارك وتعالى مدى عظمة هذا الكتاب وهو القرآن الكريم الذي لن يستطيع الجبل على الرغم من غلظته وقساوته أن يتحمل لو فهم هذا القرآن وتدبر معانيه فإنه سوف يخشع ويتصدع خوفًا من الله عز وجل، فكيف يليق بكم أيها البشر ألا تلين قلوبكم وتخشع وتتصدع من خشية الله، وقد فهمتم عن الله أمره وتدبرتم كتابه ولهذا قال الله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت:43]، {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الحشر:21].

وعن ابن عباس رضي الله عنه في تفسير الآية يقول: لو أني أنزلت هذا القرآن على جبلٍ حملته إياه لتصدع وخشع من ثقله، ومن خشية الله فأمر الله الناس إذا نزل عليهم القرآن أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع، ثم قال: كذلك يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتفكرون.

حنين الجزع للوحي والذكر:

ومصداقًا لقول الله تعالى قصة حنين الجذع إلى النبي صل الله عليه وسلم، وفيه ما ثبت من الحديث المتواتر أن رسول الله صل الله عليه وسلم لما عُمِلَ له المنبر، وقد كان يوم الخطبة يقف إلى جانب جذع من جذوع المسجد، فلما وُضِعَ المنبر أول ما وضع، وجاء النبي صل الله عليه وسلم ليخطب فجاوز الجذع إلى نحو المنبر فعند ذلك حن الجذع وجعل يئن كما يئن الصبي الذي يُسكن، لما كان يسمع من الذكر والوحي عنده، وفيه قال الحسن البصري بعد ذكره لقصة حنين الجذع «فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى رسول الله صل الله عليه وسلم من الجذع» فإذا كانت الجبال الصم لو سمعت كلام الله وفهمته لخشعت وتصدعت من خشيته فكيف بكم وقد سمعتم وفهمتم؟ وفيه قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى} [الرعد:31].

 ما يستفاد من الآيات:

– أن القرآن الكريم له من العظمة ما تجعل الجبال تخر له ساجدة وتتصدع إن تدبرته وعقلته.

– يجب على كل مسلم ومسلمة أن يستشعر من الخشوع عند قراءة القرآن الكريم.

– يجب أن تكون قراءة القرآن الكريم قراءة وتدبر وفهم لمعانيه وليست قراءة فقط حتى يصل الإنسان للخشوع.

– الدين الإسلامي أعظم الأديان السماوية التي جاءت للبشرية، والقرآن الكريم هو كلام الله الذي يجب علينا قراءته وتدبره.

فى حالة عدم فتح الفيديو مباشر ادخل من هنا

برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو

مجلة الأستاذة

لقراءة الموضوع بشكل اوضح رجاء الضغط على الزر بالاسفل

اضغط هنا

سبب نزول الآية ” هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر “

سبب نزول الآية ” هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر “

 {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ (2) وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ (5)} [سورة الحشر: 2-5]

سبب نزول الآيات:

جاءت الآيات في يهود بني النضير وفيه قال بن عباس ومجاهد والزهري أن لما قدم رسول الله صل الله عليه وسلم إلى المدينة هادنهم وأعطاهم العهد والذمة على ألا يقاتلهم ولا يقاتلوه، فنقضوا العهد الذي كان بينهم وبينه فاحل الله بهم باسه الذي لا مرد له، وانزل عليهم قضاؤه الذي لا يصد فأجلاهم النبي صل الله عليه وسلم، وأخرجهم من حصونهم الحصينة التي ما طمع فيها المسلمون وظنوا أنها مانعتهم من بأس الله فما اغنى عنهم من الله شيئًا وجاءهم ما لم يكن ببالهم وسيرهم رسول الله صل الله عليه وسلم وأجلاهم من المدينة فكان منهم طائفة ذهبوا إلى أذرعات من أعالي الشام وهي أرض المحشر والمنشر ومنهم طائفة ذهبوا إلى خيبر، وكان قد أنزلهم منها على أن لهم ما حملت إبلهم، فكانوا يخربون ما في بيوتهم من المنقولات التي يمكن أن تحمل معهم.

تفسير الآيات:

{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}: يعني بني النضير {مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ}: قال لهم رسول الله صل الله عليه وسلم: «اخرجوا»، قالوا: إلى أين؟ قال: «إلى أرض المحشر» {مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا}: أي في مدة حصاركم لهم  وقصرها وكانت ستة أيام مع شدة حصونهم ومنعتها{وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا}: أي جاءهم من أمر الله ما لم يكن لهم في بال .

{وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}: أي الخوف والهلع والجزع وكيف لا يحصل لهم ذلك وقد حاصرهم الذي نصر بالرعب مسيرة شهر صلوات الله وسلامه عليه، {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِين}: وهو نقض ما استحسنوه من سقوفهم وأبوابهم، وتحملها على الإبل {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}: أي تفكروا في عاقبة من خالف أمر الله وخالف رسوله وكذب كتابه كيف يحل به من بأسه المخزي له في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من العذاب الأليم.

{وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا}: أي لولا أن كتب الله عليهم هذا الجلاء وهو النفي من ديارهم وأموالهم لكان لهم عند الله عذا آخر من القتل والسبي {وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ}: أي حتم لازم لابد لهم منه {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ}: أي إنما فعل الله بهم ذلك وسلط عليهم رسوله وعباده المؤمنين جزاءً لأنهم خالفوا الله ورسوله {وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}: لتكذيبهم بما أنزل الله على رسله المتقدمين في البشارة بمحمد وهم يعرفون ذلك كما يعرفون أبنائهم، {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}: اللين هو نوع من التمر وقال ابن جرير: هو جميع النخل، وذلك ان رسول الله صل الله عليه وسلم عندما حاصرهم أمر بقطع نخيلهم إهانة لهم وإرهابًا وإرعابًا لقلوبهم.

فى حالة عدم فتح الفيديو مباشر ادخل من هنا

برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو

مجلة الأستاذة

لقراءة الموضوع بشكل اوضح رجاء الضغط على الزر بالاسفل

اضغط هنا

سبب نزول الآية ” وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله “...الإبداء والإخفاء

سبب نزول الآية ” وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله “...الإبداء والإخفاء - شمس على

{لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} {البقرة: 284}، عندما نزلت هذه الآية على المسلمين وجدوا فيها من المشقة في تحملها فلجأوا للرسول صل الله عليه وسلم لرفع الحرج عنهم، ولكن الرسول حذرهم من عصيان أوامر الله وأمرهم بالطاعة فاستجابوا لكلام رسول الله وأعلنوا السمع والطاعة واستغفروا على سوء أدبهم، فما كان من رب العزة إلا ان طمأنهم وبشرهم بأن الله لن يحاسب النفس إلا بما ارتكبت من أخطاء أو بما قدمت من الطاعات.

نزول الآية :

قال الإمام مسلم رحمه الله، حدثني محمد بن منهال الضرير وأمية بن بسطام العيشي، قالا حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح وهو “أبو القاسم” عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال : عندما نزلت على رسول الله صل الله عليه وسلم : {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} {البقرة: 284}، قال فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم فأتوا رسول الله، ثم بركوا على الركب، فقالوا : أي رسول الله، كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها.

الأمر بالسمع والطاعة :

قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ” أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا ؟، بل قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير”، قالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم فأنزل الله في أثرها { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} {البقرة: 285}، فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى فأنزل الله عز وجل { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}، قال : نعم، { رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا}، قال : نعم، { رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ}، قال : نعم، {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} {البقرة: 286}، قال : نعم.

ما يستفاد من الآيات :

عندما نزلت الآية {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ}، شق الأمر على المسلمين فكيف نحاسب على ما نبدي وما نخفي ففيه مشقة كبيرة على النفس لا نطيقها لذلك لجأوا إلى رسول الله لينقذهم من هذا الحمل الثقيل، ولكن رسول الله وضح لهم عاقبة مخالفة أوامر الله وضرب لهم من المثل على ذلك فعادوا عما كان بنفسهم من عدم تحمل الطاعة، وقالوا سمعنا وأطعنا وطلبوا المغفرة من الله، فجاءتهم البشارة {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ } وذلك من رحمة الله على عباده لما وجد منهم الصبر على الطاعة رغم مشقتها فكافئهم بأنه لن يحمل النفس فوق قدرتها واستطاعتها وان لكل نفس ما كسبت من الأعمال الصالحة وأن عليها ما اكتسبت.

فى حالة عدم فتح الفيديو مباشر ادخل من هنا

برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو

مجلة الأستاذة

لقراءة الموضوع بشكل اوضح رجاء الضغط على الزر بالاسفل

اضغط هنا

متشابهات القرآن ولمسات بيانية - وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران : 169]

متشابهات القرآن ولمسات بيانية - وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ [آل عمران : 169]

 قال الله تعالى {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} { آل عمران : 169}، تعددت أسباب نزول هذه الآية إلا أن الثابت أنها في شهداء المسلمين، ويرى العلماء أنه لا يوجد مانع لتعدد أسباب النزول للآية الواحدة على أن تكون كل من الروايتين صحيحة ولا يمكن الترجيح بينهما، ولكن يمكن نزول الآية عقب السببين لعدم العلم بالتباعد فيحمل ذلك على تعدد السبب والمنزل واحد.

سبب نزول الآية :

قال أبو داود رحمه الله : حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ” لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا : من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند الحرب ؟ فقال الله سبحانه : أنا أبلغهم عنكم قال فأنزل الله { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} ” [حديث حسن]

سبب نزول آخر للآية :

قال الترمذي رحمه الله : حدثنا يحي بن حبيب بن عربي حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري قال سمعت طلحة بن خراش قال سمعت جابر بن عبد الله يقول لقيني رسول الله صل الله عليه وسلم فقال لي : ” يا جابر مالي أراك منكسرًا ؟ ” قلت : يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد وترك عيالًا ودينًا قال : أفلا أبشرك بما لقى الله به أباك، قال قلت : بلى يا رسول الله، قال : “ما كلم الله أحدًا قط إلا من وراء حجاب وأحيا أباك فكلمه كفاحًا فقال : يا عبدي تمن على أعطك قال : يا رب تحييني فأقتل فيك ثانيةً. قال الرب عز وجل : إنه قد سبق مني { أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ}، قال : وأنزلت هذه الآية { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} ” [حديث صحيح لشواهده]

في ضوء الآية :

تعد الآية نوع من أنواع البشارة للذي يخرجون في سبيل الله فيبذلون أرواحهم في سبيل إعلاء كلمة الحق وهي لا إله إلا الله، ولكن يتطرق إلينا سؤال، أين نحن من الجهاد ؟، وهل حرمنا من الشهادة ؟، يقول الإمام بن القيم في هذا المقال : أن الجهاد أربعة أنواع : جهاد النفس، جهاد الشيطان، جهاد الكفار، جهاد المنافقين وقد أوضح أن لكل منهم مراتب وأعظمهم جهاد النفس، لذلك لا تحرم نفسك أخي المسلم وأختي المسلمة من هذا الشرف العظيم وجاهد نفسك بالبعد عن المعاصي وفعل الطاعات والارتقاء بنفسك إلى أعلى الجنان وهي الفردوس حتى تكون مع النبيين والصديقين والشهداء.

فى حالة عدم فتح الفيديو مباشر ادخل من هنا

برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو

مجلة الأستاذة