‏إظهار الرسائل ذات التسميات القران الكريم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات القران الكريم. إظهار كافة الرسائل

تفسير الآية ” وأقم الصلاة لدلوك الشمس “

تفسير الآية ” وأقم الصلاة لدلوك الشمس “

{أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [سورة الإسراء: 78-79]

تفسير الآيات:

يقول تبارك وتعالى لرسوله صل اللّه عليه وسلم آمراً له بإقامة الصلوات المكتوبات في أوقاتها: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ}: قيل: لغروبها قاله ابن مسعود ومجاهد وابن زيد ، وقال ابن عباس: دلوكها زوالها رواه نافع عن ابن عمر، وبه قال الحسن والضحاك وقتادة وهو الأظهر، فعلى هذا تكون هذه الآية دخل فيها أوقات الصلوات الخمس، فمن قوله: {لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ}: وهو ظلامه؛ أخذ منه الظهر والعصر والمغرب والعشاء.

{وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ}: يعني صلاة الفجر؛ وقد ثبتت السنّة عن رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم تواتراً من أفعاله وأقواله بتفاصيل هذه الأوقات على ما عليه أهل الإسلام اليوم مما تلقوه خلفاً عن سلف وقرناً بعد قرن كما هو مقرر في مواضعه وللّه الحمد، {إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}: قال: تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه أن النبي صل اللّه عليه وسلم قال: «فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر» يقول أبي هريرة: أقرأوا إن شئتم {إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} {أخرجه البخاري في صحيحه}.

وعن أبي هريرة، عن النبي صل اللّه عليه وسلم في قوله: {وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}: قال: (تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار) [أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه]. وفي الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «يتعاقبون فيكم، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح، وفي صلاة العصر، فيعرج بالذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم – وهو أعلم بكم – كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون) [أخرجه البخاري ومسلم] وقال عبد اللّه بن مسعود: يجتمع الحرسان في صلاة الفجر فيصعد هؤلاء ويقيم هؤلاء.

{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ}: أمر له بقيام الليل بعد المكتوبة، كما ورد عن رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم أنه سئل أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال: «صلاة الليل» [أخرجه مسلم عن أبي هريرة]، ولهذا أمر تعالى رسوله بعد المكتوبات بقيام الليل، فإن التهجد ما كان بعد نوم قاله علقمة والأسود وإبراهيم النخعي وغير واحد ، وهو المعروف في لغة العرب، وكذلك ثبتت الأحاديث عن رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم أنه كان يتهجد بعد نومه، وقال الحسن البصري: هو ما كان بعد العشاء، ويحمل على ما كان بعد النوم.

واختلف في معنى قوله تعالى: {نَافِلَةً لَكَ}: فقيل: معناه أنك مخصوص بوجوب ذلك وحدك، فجعلوا قيام الليل واجباً في حقه دون الأمة، رواه العوفي عن ابن عباس واختاره ابن جرير، وقيل: إنما جعل قيام الليل في حقه نافلة على الخصوص، لأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وغيره من أمته إنما يكفر عن صلواته النوافل الذنوب التي عليه، وقوله تعالى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}: أي افعل هذا الذي أمرتك به لنقيمك يوم القيامة مقاماً محموداً، يحمدك فيه الخلائق كلهم، وخالقهم تبارك وتعالى قال ابن جرير: قال أكثر أهل التأويل ذلك هو المقام الذي يقومه محمد صلى اللّه عليه وسلم يوم القيامة للشفاعة للناس، ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك اليوم.

تفسير ” يوم ندعوا كل أناس بإمامهم “

تفسير ” يوم ندعوا كل أناس بإمامهم “

{يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (71) وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا} [سورة الإسراء: 71-72]

فضل الآية:

يقول ابن كثير: عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النبي صل اللّه عليه وسلم في قول اللّه تعالى: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} ، قال: «« يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه، ويمد له في جسمه، ويبيض وجهه، ويجعل على رأسه تاج من لؤلؤة يتلألأ، فينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون: اللهم آتنا بهذا، وبارك لنا في هذا، فيأتيهم فيقول لهم: أبشروا فإن لكل رجل منكم مثل هذا، وأما الكافرون فيسود وجهه ويمد له في جسمه، ويراه أصحابه فيقولون: نعوذ باللّه من هذا أو من شر هذا، اللهم لا تأتنا به، فيأتيهم فيقولون: اللهم اخزه، فيقول: أبعدكم اللّه فإن لكل رجل منكم مثل هذا »» [أخرج الحافظ أبو بكر البزار]

تفسير الآية:
{يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}: يخبر تبارك وتعالى عن يوم القيامة أنه يحاسب كل أمة بإمامهم، وقد اختلفوا في ذلك، فقال مجاهد وقتادة: أي بنبيهم، وهذا كقوله: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} [يونس:47] الآية، وقال بعض السلف: هذا أكبر شرف لأصحاب الحديث، لأن إمامهم النبي صل اللّه عليه وسلم، وقال ابن زيد: بكتابهم الذي أنزل على نبيهم واختاره ابن جرير.

وروي عن مجاهد أنه قال: بكتبهم، فيحتمل أن يكون أراد ما روي عن ابن عباس في قوله: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}: أي بكتاب أعمالهم وهو قول أبي العالية والحسن والضحّاك ، وهذا القول هو الأرجح، لقوله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس:12]، وقال تعالى: { {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ} [الكهف:49]، ويحتمل أن المراد {بِإِمَامِهِمْ}: أي كل قوم بمن يأتمون به، فأهل الإيمان ائتموا بالأنبياء عليهم السلام، وأهل الكفر ائتموا بأئمتهم، كما قال: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ} [القصص:41].

وفي الصحيحين: «لتَّتبعْ كل أمة ما كانت تعبد، فيتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت» الحديث، وقال تعالى: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجاثية:29]، وهذا لا ينافي أن يجاء بالنبي إذا حكم اللّه بين أمته، فإنه لا بدّ أن يكون شاهداً على أمته بأعمالها، كقوله تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ} [الزمر:69]، وقوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء:41]

والمراد ههنا بالإمام هو كتاب الأعمال، ولهذا قال تعالى: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ}: أي من فرحته وسروره بما فيه من العمل الصالح يقرؤه ويحب قراءته، كقوله: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} [سورة الحاقة: 19]، وقوله تعالى: {وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا}: الفتيل: هو الخيط المستطيل في شق النواة، {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى}: أي في الحياة الدنيا {أَعْمَى}: أي عن حجة اللّه وآياته وبيناته، {فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى}: أي كذلك يكون {وَأَضَلُّ سَبِيلًا}: أي وأضل منه كما كان في الدنيا، عياذاً باللّه من ذلك.

سبب نزول الآية ” والشجرة الملعونة في القرآن “

سبب نزول الآية ” والشجرة الملعونة في القرآن “

{وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا } [سورة الإسراء: 60]

سبب نزول الآية:

يقل الإمام ابن كثير: أخرج أبو يعلى عن أم هانئ: أنه صل اللّه عليه وسلم لما أسري به أصبح يحدث نفراً من قريش يستهزئون به، فطلبوا منه آية فوصف لهم بيت المقدس وذكر لهم قصة العير، فقال الوليد بن المغيرة: هذا ساحر، فأنزل اللّه: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا}.

وأخرج ابن المنذر عن الحسن ونحوه. وأخرج ابن مردويه عن الحسين بن علي: أن رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم أصبح يوماً مهموماً، فقيل له: ما لك يا رسول اللّه؟ لا تهتم فإن رؤياك فتنة لهم فأنزل اللّه: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا}.

عن ابن عباس قال: لما ذكر اللّه هذا الزقوم، خوف به هذا الحي من قريش، قال أبو جهل: هل تدرون ما هذا الزقوم الذي خوفكم به محمد؟ قالوا: لا. قال: الثريد بالزبد، أما لئن أمكننا منها لنزقمنها زقماً، فأنزل اللّه تعالى: {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ[سورة الإسراء: 60]، وأنزل: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ} [سورة الدخان: 43-44]، لما أخبرهم رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم أنه رأى الجنة والنار، ورأى شجرة الزقوم فكذبوا بذلك، حتى قال أبو جهل عليه لعائن اللّه: هاتوا لنا تمراً وزبداً، وجعل يأكل من هذا بهذا ويقول: تزقموا فلا نعلم الزقوم غير هذا [روي ذلك عن ابن عباس ومسروق والحسن البصري وغير واحد]

تفسير الآية:
{وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ}: يقول الله تعالى لرسوله صل اللّه عليه وسلم محرضاً له على إبلاغ رسالته، ومخبراً له بأنه قد عصمه من الناس فإنه القادر عليهم وهم في قبضته وتحت قهره وغلبته، قال مجاهد والحسن وقتادة في قوله: {إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ}: أي عصمك منهم. قال البخاري، عن ابن عباس {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} قال: هي رؤيا عين أريها رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم ليلة أسري به، {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ}: شجرة الزقوم [أخرجه البخاري والإمام أحمد]

 {إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ}: أي اختباراً وامتحاناً، وأما الشجرة الملعونة فهي شجرة الزقوم [أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في البعث] وكل من قال إنها ليلة الإسراء فسره كذلك ب شجرة الزقوم، واختار ابن جرير أن المراد بذلك ليلة الإسراء، وأن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم، قال لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك، أي في الرؤيا والشجرة، وقوله {وَنُخَوِّفُهُمْ}: أي الكفار، بالوعيد والعذاب والنكال، {وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا }: أي تمادياً فيما هم فيه من الكفر والضلال، وذلك من خذلان اللّه لهم.

تفسير قول الله تعالى ” الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون “

تفسير قول الله تعالى ” الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون “

هذه الآيات الآية ١٥ من سورة البقرة، وهي سورة مدنية وآخر سورة أنزلها الله من السماء نزلت في حجة الوداع ولها مكانة كبيرة حيث أنها تحتوي على الكثير من الحكم والمواعظ وفي هذا المقال تتفسير  للآية الكريمة ” الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون “

معاني كلمات قول  الله تعالى ” الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ”

الله يستهزئ بهم : أي أن الله يرد للمنافقين استهزائهم وسخريتهم يوم القيامة عقابا لهم .
يمدهم: أي يزيد المنافقين كفرا وطغيانا، أو يتركم في كفرهم وطغيانهم .
في طغيانهم : تعود على المنافقين .
يعمهون: يتمادون ويستمرون .

تفسير ابن كثير:

فسر العالم الإسلامي ابن كثير قول الله تعالى: ” الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون “ان المنافقون عندما يلتقون بالمؤمنين يزعمون بأنهم آمنوا ويظهرون الإيمان والموالاة وذلك غرورا ونفاقا ومصانعة وتقية منهم للمؤمنين، وحتى يشركوهم  فيما حصلوا عليه من خير ونعم.

قال ابن عباس:  يسخر بهم للنقمة منهم { ويمدهم} يملي لهم، وقال مجاهد: يزيدهم كقوله تعالى: { أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} ، قال ابن جرير: أخبر تعالى أنه فاعل بهم ذلك يوم القيامة في قوله تعالى: { يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} الآية، وفي قوله: { ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما} الآية، قال: فهذا وما أشبهه من استهزاء اللّه تعالى ومكره وخديعته بالمنافقين وأهل الشرك، وقال آخرون: استهزاؤه بهم توبيخه إياهم، ولومه لهم على ما ارتكبوا من معاصيه، وقال آخرون: قوله: { الله يستهزئ بهم}


وتفسير قوله تعالى : { يخادعون الله وهو خادعهم} ، وقوله: { نسوا الله فنسيهم} وما أشبه ذلك إخبار من اللّه أنه مجازيهم جزاء الاستهزاء، معاقبهم عقوبة الخداع، فأخرج الخبر عن الجزاء مخرج الخبر عن الفعل الذي استحقوا العقاب عليه، فاللفظ متفق والمعنى مختلف يسمى هذا النوع عند علماء البيان المشاكلة وهو أن تتفق الجملتان في اللفظ وتختلفا في المعنى كقول القائل: قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه ** قلت: اطبخوا لي جبة وقميصا كما قال تعالى: { وجزاء سيئة سيئة مثلها} .


وقوله: { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه} فالأول ظلم والثاني عدل، فهما وإن اتفق لفظهما فقد اختلف معناهما، وإلى هذا المعنى وجهوا كل ما في القرآن من نظائر ذلك والعمه: الضلال، يقال: عمه عمهاً إذا ضل، وقوله: { في طغيانهم يعمهون} أي في ضلالتهم وكفرهم يترددون حيارى، لا يجدون إلى المخرج منه سبيلاً لأن اللّه قد طبع على قلوبهم، وختم عليها، وأعمى أبصارهم عن الهدى فلا يبصرون رشداً ولا يهتدون سبيلاً، وقال بعضهم: العمه في القلب، والعمى في العين، وقد يستعمل العمى في القلب أيضا كم قال تعالى: { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} .

سبب نزول الآية ” وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون “

سبب نزول الآية ” وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون “

 {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا }  [سورة الإسراء: 59]، عن ابن عباس قال: سأل أهل مكة النبي صل اللّه عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهباً، وأن ينحي الجبال عنهم فيزرعوا، فقيل له: إن شئت أن نستأنى بهم، وإن شئت أن يأتيهم الذي سألوا، فإن كفروا هلكوا، كما هلكت من كان قبلهم من الأمم. قال: «لا، بل أستأن بهم» وأنزل اللّه تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} [أخرجه أحمد والنسائي عن ابن عباس]

سبب نزول الآية:

وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء:214] صاح رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم على أبي قبيس: «يا آل عبد مناف إني نذير» فجاءته قريش فحذرهم وأنذرهم، فقالوا: تزعم أنك نبي يوحى إليك وإن سليمان سخر له الريح والجبال، وإن موسى سخر له البحر، وإن عيسى كان يحيي الموتى، فادع اللّه أن يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا الأرض أنهاراً فنتخذ محارث فنزرع ونأكل، وإلا فادع اللّه أن يحيي لنا موتانا لنكلمهم ويكلمونا، وإلا فادع اللّه أن يصير لنا هذه الصخرة التي تحتك ذهباً فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف، فإنك تزعم أنك كهيئتهم. قال: فبينما نحن حوله إذ نزل عليه الوحي فلما سري عنه قال: «والذي نفسي بيده لقد أعطاني ما سألتم، ولو شئت لكان، ولكنه خيرني بين أن تدخلوا باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم، وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة فلا يؤمن منكم أحد، فاخترت باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم، وأخبرني أنه إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم أنه يعذبكم عذاباً لا يعذبه أحد من العالمين»، ونزلت: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ}، وقرأ ثلاث آيات.

تفسير الآية:
{وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ}: وعن ابن عباس قال، قالت قريش للنبي صل اللّه عليه وسلم: ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهباً، ونؤمن بك قال: «وتفعلون؟» قالوا: نعم، قال: فدعا فأتاه جبريل، فقال: «إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن شئت أصبح لهم الصفا ذهباً، فمن كفر بعد ذلك عذبته عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين، وإن شئت فتحت لهم أبواب التوبة والرحمة» فقال: «بل باب التوبة والرحمة»

ولهذا قال تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ}: أي نبعث الآيات ونأتي بها على ما سأل قومك منك، فإنه يسير لدينا، إلا أنه قد كذب بها الأولون بعد ما سألوها، وجرت سنتنا فيهم وفي أمثالهم أنهم لا يؤخرون إن كذبوا بها بعد نزولها، كما قال تعالى في المائدة: {قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ} [المائدة:115]، وقال تعالى عن ثمود حين سألوا الناقة: {قَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ} [هود:65].

{وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا}: أي دالة على وحدانية من خلقها وصدق رسوله {فَظَلَمُوا بِهَا}: أي كفروا بها ومنعوها شربها وقتلوها، فأبادهم اللّه عن آخرهم، وانتقم منهم وأخذهم أخذ عزيز مقتدر، وقوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}: قال قتادة: إن اللّه تعالى يخوف الناس بما شاء من الآيات لعلهم يعتبرون، ويذكرون ويرجعون.

تفسير ” ولكن لا تفقهون تسبيحهم “

تفسير ” ولكن لا تفقهون تسبيحهم “

{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } [سورة الإسراء: 44] ثبت في صحيح البخاري عن ابن مسعود أنه قال: كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل، وفي حديث أبي ذر أن النبي صل اللّه عليه وسلم أخذ في يده حصيات فسمع لهن تسبيح كحنين النحل، وكذا في يد أبي بكر وعمر وعثمان رضي اللّه عنهم [قال ابن كثير: وهو حديث مشهور في المسانيد]

تفسير الآية:

{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ}: يقول الله تعالى تقدسه السماوات السبع والأرض ومن فيهن، أي من المخلوقات، وتنزهه وتعظمه وتبجله وتكبره عما يقول هؤلاء المشركون، وتشهد له بالوحدانية في ربوبيته وإلهيته: ففي كل شيء له آية تدل على أنه واحد كما قال تعالى: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا} [سورة مريم: 90-91]، وقوله: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}: أي وما من شيء من المخلوقات إلا يسبح بحمد اللّه {وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}: أي لا تفهمون تسبيحهم لأنها بخلاف لغاتكم، وهذا عام في الحيوانات والجمادات والنباتات.

 كما ثبت في صحيح البخاري عن ابن مسعود أنه قال: كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل، وفي حديث أبي ذر أن النبي صل اللّه عليه وسلم أخذ في يده حصيات فسمع لهن تسبيح كحنين النحل، وكذا في يد أبي بكر وعمر وعثمان رضي اللّه عنهم [قال ابن كثير: وهو حديث مشهور في المسانيد]، وقال الإمام أحمد عن أنس رضي اللّه عنه عن رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم أنه دخل على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل، فقال لهم: «اركبوها سالمة ودعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق، فرب مركوبة خير من راكبها، وأكثر ذكراً منه»

 وفي سنن النسائي عن عبد اللّه بن عمرو قال: نهى رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم عن قتل الضفدع، وقال: «نقيقها تسبيح» وعن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم: «ألا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه؟ إن نوح عليه السلام قال لابنه: يا بني آمرك أن تقول سبحان اللّه فإنها صلاة الخلق، وتسبيح الخلق، وبها يرزق الخلق قال اللّه تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}» [أخرجه ابن جرير، قال ابن كثير: في إسناده ضعف].

وقال عكرمة في قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}: قال: الأسطوانة تسبح، والشجرة تسبح، وقال بعض السلف: صرير الباب تسبيحه، وخرير الماء تسبيحه. وقال آخرون: إنما يسبح من كان فيه روح من حيوان ونبات، قال قتادة في قوله: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}: قال: كل شيء فيه روح يسبح من شجر أو شيء فيه، وقال الحسن والضحّاك: كل شيء فيه الروح. وقد يستأنس لهذا القول بحديث ابن عباس، أن رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم مرّ بقبرين فقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة»، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها نصفين، ثم غرز في كل قبر واحدة ثم قال: «لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا» [أخرجه الشيخان عن ابن عباس مرفوعاً] قال بعض من تكلم عن هذا الحديث من العلماء، إنما قال ما لم ييبسا: لأنهما يسبحان ما دام فيهما خضرة فإذا يبسا انقطع تسبيحهما، واللّه أعلم.

{إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}: أي إنه لا يعاجل من عصاه بالعقوبة، بل يؤجله وينظره، فإن استمر على كفره وعناده أخذه أخذ عزيز مقتدر كما جاء في الصحيحين: «إن اللّه ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته»، ثم قرأ رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ} [هود:102] وقال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ} [الحج:48]، الآيتين ومن أقلع عما هو فيه من كفر أو عصيان ورجع إلى اللّه وتاب إليه، تاب عليه.

كما قال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ} [النساء:110] وقال ههنا: {إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}:  كما قال في آخر فاطر: { {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [فاطر:41] إلى أن قال: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ} [فاطر:45] إلى آخر السورة.

تفسير ” إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا “

تفسير ” إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا “

{وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} [سورة الإسراء: 37-38]

تفسير الآيات:

{وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا}: يقول تعالى ناهياً عباده عن التجبر والتبختر في المشية: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} أي متبختراً متمايلاً مشي الجبارين، {إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ}: أي لن تقطع الأرض بمشيك، {وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا }: أي بتمايلك وفخرك وإعجابك بنفسك، بل قد يجازى فاعل ذلك بنقيض قصده، كما ثبت في الصحيح: «بينما رجل يمشي فيمن كان قبلكم وعليه بردان يتبختر فيهما إذ خسف به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة».

وكذلك أخبر اللّه تعالى عن قارون أنه خرج على قومه في زينته، وأن اللّه تعالى خسف به وبداره الأرض، وفي الحديث: «من تواضع للّه رفعه اللّه فهو في نفسه حقير وعند الناس كبير»، ورأى البختري العابد رجلاً من آل علي يمشي وهو يخطر في مشيته، فقال له: يا هذا! إن الذي أكرمك به لم تكن هذه مشيته، قال: فتركها الرجل بعد.

 ورأى ابن عمر رجلاً يخطر في مشيته، فقال: إن للشياطين إخواناً، وقال رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم: «إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم سلط بعضهم على بعض» [أخرجه ابن أبي الدنيا عن سعيد عن محسن]، وقوله: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا}: أي كل هذا الذي ذكرناه من قوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء:23] إلى هنا، فسيئه أي فقبيحه مكروه عند اللّه.

يقول القرطبي في تفسير هذه الآية: فيه خمس مسائل:
– الأولى: قوله تعالى {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} هذا نهي عن الخيلاء وأمر بالتواضع. والمرح : شدة الفرح. وقيل : التكبر في المشي. وقيل : تجاوز الإنسان قدره. وقال قتادة : هو الخيلاء في المشي. وقيل : هو البطر والأشر. وقيل : هو النشاط وهذه الأقوال متقاربة ولكنها منقسمة قسمين : أحدهما مذموم والآخر محمود؛ فالتكبر والبطر والخيلاء وتجاوز الإنسان قدره مذموم والفرح والنشاط محمود.

– الثانية: إقبال الإنسان على الصيد ونحوه ترفعا دون حاجة إلى ذلك: وهو داخل في هذه الآية، وفيه تعذيب الحيوان وإجراؤه لغير معنى. وأما الرجل يستريح في اليوم النادر والساعة من يومه، ويجم فيها نفسه في التطرح والراحة ليستعين بذلك على شغل من البر، كقراءة علم أو صلاة، فليس بداخل في هذه الآية.

– الثالثة: قوله تعالى: {إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ}: يعني لن تتولج باطنها فتعلم ما فيها {وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا}: أي لن تساوي الجبال بطولك ولا تطاولك، ويقال : خرق الثوب أي شقه، وخرق الأرض قطعها. والخرق : الواسع من الأرض. أي لن تخرق الأرض بكبرك ومشيك عليها، {وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا}: بعظمتك، أي بقدرتك لا تبلغ هذا المبلغ، بل أنت عبد ذليل، محاط بك من تحتك ومن فوقك، والمحاط محصور ضعيف، فلا يليق بك التكبر. والمراد بخرق الأرض هنا نقبها لا قطعها بالمسافة؛ والله أعلم.

– الرابعة: قوله تعالى: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا}: والسيء: هو المكروه، وهو الذي لا يرضاه الله عز وجل ولا يأمر به. وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الآي من قوله {وَقَضَى رَبُّكَ – إلى قوله – كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا}: [الإسراء : 23 – 38] مأمورات بها ومنهيات عنها، فلا يخبر عن الجميع بأنه سيئة فيدخل المأمور به في المنهي عنه.

– الخامسة: استدل العلماء بهذه الآية على ذم الرقص وتعاطيه. قال الإمام أبو الوفاء بن عقيل : قد نص القرآن على النهي عن الرقص فقال: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} وذم المختال. والرقص أشد المرح والبطر. أو لسنا الذين قسنا النبيذ على الخمر لاتفاقهما في الإطراب والسكر، فما بالنا لا نقيس القضيب وتلحين الشعر معه على الطنبور والمزمار والطبل لاجتماعهما، وقال أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله: ولقد حدثني بعض المشايخ عن الإمام الغزالي رحمه الله أنه قال : الرقص حماقة بين الكتفين لا تزول إلا باللعب. وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان في الكهف وغيرها إن شاء الله تعالى

اثباتات قرآنية عن وجود الكائنات الفضائية

اثباتات قرآنية عن وجود الكائنات الفضائية

القرآن الكريم ليس مجرد كتاب للأحكام الدينية و الحدود فحسب ، بل هو كتاب للحياة بالكامل ، تم وضعه من قبل صاحب هذه الحياة و صانعها ، و لذلك لازال العلم يقف عاجزا أما إثبات كافة ما ورد في القرآن الكريم .

الإعجاز العلمي في القرآن

هناك العديد من الاثباتات العلمية التي وردت في القرآن الكريم قبل مئات السنين من اكتشاف هذه الأمور ، و لازلنا حتى الآن بصدد هذه الاكتشافات العلمية التي وردت في عدد من المجالات المختلفة ، و منها علم الفلك و الطب الجيولوجيا و البيئة و غيرها من مختلف أنواع العلوم ، و مؤخرا ثبت أن هناك دلالات قرآنية واضحة عن أن هناك عوالم مختلفة في هذا الفضاء الواسع الذي يحيط بنا ، هذه العوالم تختلف أو تتفق معنا و لكنها موجودة .

مخلوقات في الفضاء الخارجي
هذا الأمر لازال حتى الآن موضع دراسة ، و قد حاول العلماء اثبات وجود كائنات حية تعيش على كواكب مختلفة مرارا و تكرارا ، فكان من بين اثباتاتهم أن وجود مياه على أسطح بعض الكواكب مثل كوكب المريخ دليل قاطع على وجود حياة على هذا الكوكب ، و انطلاقا من هذا فقد حاول العديد من العلماء التواصل مع هذه العوالم البعيدة بداية من عام 1974 ، و التي لم تتمكن من التوصل لمخلوقات كونية فضائية ملموسة ، و إنما أثبتت وجوديتها بالدلائل و البراهين .

اثباتات قرآنية
– عند سؤال مفسري القرآن الكريم عن الاثباتات القرآنية حول وجودية كائنات فضائية في هذا العالم ، كان الرد أن هناك العديد من الآيات القرآنية الكريمة تثبت هذا الأمر ، و لكن لازال الأمر بحاجة إلى اثباتات علمية واضحة ، فكان من بين هذه الآيات قوله تعالى وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29) ( سورة الشورى ) ، تلك الآيه القرآنية التي تتحدث عن وجود العديد من الكائنات و المخلوقات في هذا العالم ، و التي لم يجتمع بها الإنسان و أن الله قادر على جمعها .

– هذه الآية التي بالغ العديد من المفسرين في تفسيرها ، فبمجرد أن يذكر أن هناك مخلوقات غير الإنسان نتذكر الجان و الملائكة ، في حين أن المقصود هنا ليسوا هؤلاء ، و السبب في ذلك أن كلمة دابة تعني تلك الكائنات التي خلقت من أصل مائي ، و الجان خلق من نار و الملائكة خلقوا من نور ، و هذا ليس له معنى سوى أن هناك كائنات أخرى سواهم ، و هناك العديد من الدلائل القرآنية على هذا الوصف ، فكان من بينها قوله جل وعلى وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) ( سورة النحل ) ، و هذا دليل قاطع على أن الملائكة ليست من ضمن الدواب .

– أما بالنسبة لأماكن وجود هذه الكائنات فمن الموضح في هذه الأيات أن هذه الكائنات منتشرة في مختلف طبقات السماء ، كذلك في مختلف الأراضي بالمعنى الأدق في مختلف الكواكب ، و بالنسبة لمصيرهم فهو إلى الله يوم القيامة ، و ذلك اعتمادا على قوله جل و على إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (سورة مريم – 40) .

– و حينما تحدث القرآن الكريم عن أشكال الكائنات التي خلقها الله جل و على ، أثبت أن هناك العديد من الأنواع و الأشكال ، فكان من بين هذه الأشكال إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23) (سورة الأنفال) ، كذلك قوله تعالى وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ ۖ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45) (سورة النور ).

تفسير ” ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك “

تفسير ” ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك “

{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} [سورة الإسراء: 29-30] يقول ابن كثير  في تفسير الآية يقول الله تعالى آمراً بالاقتصاد في العيش، ذاماً للبخل، ناهياً عن السرف.

تفسير الآيات:

{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ}: أي لا تكن بخيلاً منوعاً لا تعطي أحداً شيئاً، كما قالت اليهود عليهم لعائن اللّه يد اللّه مغلولة أي نسبوه إلى البخل، تعالى وتقدس الكريم الوهاب، وقوّله: {وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ}: أي ولا تسرف في الإنفاق فتعطي فوق طاقتك، وتخرج أكثر من دخلك {فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا}: وهذا من باب اللف والنشر، أي فتقعد إن بخلت ملوماً يلومك الناس ويذمونك، ومتى بسطت يدك فوق طاقتك قعدت بلا شيء تنفقه.

فسر ابن عباس والحسن وقتادة وابن جريج الآية بأن المراد هنا البخل والسرف فتكون كالحسير، وهو الدابة التي قد عجزت عن السير فوقفت ضعفاً وعجزاً، فإنها تسمى الحسير. وهو مأخوذ من الكلال، كما قال تعالى: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} [الملك:4] أي كليل عن أن يرى عيباً، وقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: «مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما، فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت، أو وفرت على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها فلا تتسع» [هذا لفظ البخاري في الزكاة].

وفي الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر قالت: قال رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم: «أنفقي هكذا وهكذا وهكذا، ولا توعي فيوعي اللّه عليك، ولا توكي فيوكي اللّه عليك»، وفي لفظ: «ولا تحصي فيحصي اللّه عليك» وفي صحيح مسلم قال رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم: «إن اللّه قال لي: أَنفق أُنفق عليك» وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان من السماء يقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً»،.

وروى مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً: «ما نقص مالٌ من صدقة، وما زاد اللّه عبداً أنفق إلا عزً، ومن تواضع للّه رفعه اللّه» وفي حديث عبد اللّه بن عمر مرفوعاً: «إياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا» [الحديث أخرجه أبو داود والحاكم عن ابن عمرو]، وروى البيهقي عن الأعمش، عن أبيه قال، قال رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم: «ما يخرج رجل صدقة حتى يفك لحي سبعين شيطاناً» وروى الإمام أحمد عن عبد اللّه بن مسعود قال، قال رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم: «ما عال من اقتصد»

 {إنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ}: إخبار أنه تعالى هو الرزاق القابض الباسط، المتصرف في خلقه بما يشاء، فيغني من يشاء ويفقر من يشاء، لما له في ذلك من الحكمة، ولهذا قال: {إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا}: أي خبيراً بصيراً بمن يستحق الغنى ويستحق الفقر، كما جاء في الحديث: «إن من عبادي لمن لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسدت عليه دينه، وإن من عبادي لمن لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسدت عليه دينه» وقد يكون الغنى في حق بعض الناس استدراجاً، والفقر عقوبة عياذاً باللّه من هذا وهذا.

الإعجاز القرآني في طبيعة قلب الإنسان

الإعجاز القرآني في طبيعة قلب الإنسان

القلب من أهم الأعضاء في جسم الإنسان ، هو الجهاز الذي يتحكم في حركة الدم في سائر أنحاء الجسم ، و قد ذكر القرآن الكريم عدد من الأمور التي تخصه .

القلب في القرآن الكريم

تحدث القرآن الكريم في العديد من المواضع عن القلب ، و عند البحث في اللغة تبين أنه سمي القلب من كثرة تقلبه ، و عندما تم التحدث عن القلب قيل أنه هو معول الإنسان على النقاء أو الفساد ، كما أنه ذكر في العديد من الطرق و المواضع التي فسرها العلم فيما بعد .

القلب مركز الإيمان
تحدثت العديد من المواضع في القرآن الكريم ، بأن القلب هو مركز الإيمان ، و أنه له دور حاسم في الإيمان أو الكفر ، و هذا اعتمادا على قوله تعالى إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ (سورة الأنفال – 2) ، هذا و قد أثبت العلم حديثا أن القلب موطن الخير ، و هذا ما قد أثبته بعض العلماء عند زراعة قلب شخص مؤمن في جسد انسان كافر ، و بعد أن انتهت هذه العملية الجراحية ، وجد أن الشخص الذي اجريت له العملية ، أصبح لين القلب و كأنه بدأ حياة جديدة ، هذا و قد تعرفت زوجة الشخص المانح للقلب عليه ، و أحست و كأنها تعرفه من زمن طويل .

دماغ في القلب
من بين الدراسات التي تم إجرائها على القلب ، تبين أن القلب له آلية معقدة للغاية ، و هذه الآلية تشبه عمل الدماغ ، و تعرف هذه العملية باسم دماغ في القلب ، و تبين أن هذه العملية هي التي تعمل على إرسال الرسائل من القلب إلى مختلف أجزاء الجسم ، و هذا الأمر يتم عن طريق المشاعر و العواطف التي يشعر بها الإنسان ، و هي آلية غاية في التعقيد ، و اعتمادا على هذا تحدث القرآن الكريم عن القلب فذكر أنه موطن الطمأنينة ، هذا فضلا عن الكثير من المواضع والتي تحدثت عن أن القلب يمرض ، و كل هذه الدلائل تثبت طبيعة أهمية القلب في تحريك انفعالات الجسم ، و من بين هذه الآيات قوله تعالى أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) ( سورة الحديد ) .

القلب يقسو و يلين
– القسوة و اللين من بين الصفات التي ذكرت في العديد من المواضع في القرآن الكريم و السنة النبوية المشرفة ، فعلى سبيل المثال تبين أن قساة القلوب تنفض من حولهم الدنيا و ينفر منهم الناس ، و كأن القرآن الكريم يعبر عن طبيعة الانفعالات و المؤشرات التي تدور في الجسم بشكل دقيق ، فبمجرد أن يشعر الإنسان باللين تجاه شخص ما أو موقف ما ، يطلق جسمه عدة انفعالات و تكون أول هذه الانفعالات تأثيرا على الشخص سرعة جريان و تدفق الدم ، و كذلك الحال عند الشعور بالقسوة ، هذا الأمر الذي كان مثارا للبحث لفترة طويلة ، حتى تم التعرف على ما يعرف باسم ذاكرة الخلية .

– ذاكرة الخلية هي تلك الذاكرة التي تمكن الإنسان من التعرف على شخص يحمل له انفعالات معينة ، فيبدأ بالشعور بنفس المشاعر بمجرد ذكر اسمه أو رؤيته مجددا ، و قد امتد هذا الأمر إلى عدة أمور أخرى ، فاتضح أن هذه الذاكرة موجودة في كل جزء في الجسم ، و عن القلب هو المتحكم فيها عن طريق ارسال الإشارات و النبضات ، و قد كان من بين الآيات التي تحدثت عن لين و قسوة القلب قوله تعالى لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) ( سورة الحج )